كتب/ علي الكازمي
البارحة..
مرت ثلاثةُ شهبٍ في السماء،
كانوا متوهجين وساطعين للغاية،
حدَّقتَ فيهم وعيناكَ تورقان بالدمع..
كان المطر يهمي والرؤية متعذرة
لكنك عرفتهم بسيماهم،
وأنت تغافل صوت العاصفة،
وتصغي لصوت النسر القادم من الأعالي.
لم يكن لدى أحدٍ فكرةٌ عما يحدث؛
كانوا يومضون لك وحدك
ويتحركون في مدار عينيك وحدك.
قلتَ: الليلة موعدنا أيها الأولاد..!
لبست معطفك وحملت بندقيتك،
وتوجهت إلى الجبل كآخر هندي أحمر،
كمواطنٍ أصلي، كبقية المحاربين القدامى..
لم يدفعك الجو الرديء إلى الارتداد.
حين صعدت ذروة الجبل
توقف المطر فوقك..
نظرت للخلف
وقد تغيرت هيئة الأرض وراءك،
المطر ما زال يهمي في السفوح،
والجبل يتواطأ مع دافعك الحقيقي،
مع ولعك الأخير
مع شوقك الكبير لفك عقدة الحكاية..
لقفلة التدوينة الذي بدأت منذ وقت طويل..
وقد عشتَ معها
كما لو كان لديك عمل غير مكتمل.
عبقتِ الأزهار الجبلية
لملامسة حذائك العسكري،
وأنت تترك خلفك أرضًا وناسًا
لن تراهم مرة أخرى كما أردتَ،
وقد تجلى الجبل بحثا فيكَ عن موطنه الأخير.
قلتَ: الوادع أيتها الأرض العجوز..
تماهى إلى مسمعك أزيز الرصاص
القادم من عصور الفنون المظلمة،
اقتربت منك المها الحمراء وهي ترتعد،
ربتَّ على رأسها، وفعلت كما يفعل أي حارس جبلٍ حقيقي
ثم سقطت مهيبًا..
انصدع شقٌ في الجبل ممتدًا إلى السماء
رأيتَ الشهب الثلاثة في فجوة الصدع وهي تتماوج أكثر..
ابتسمتَ،
ودلفتَ إليه كما يدلف أي جيلوجيا إلى الكهف!
بينما عاودت زخات المطر مجددا،
وملأ عبق شبامة المكان الذي كنته.
وفي أعلى الجدار الجبلي
خلف كتلةٍ صلدة
جفلت المها إلى الأبد..
قال الرعاة: كانت آخر مهًا في الأرض.
لمع برق في الأعالي بقوة
وسُمع صوت جيتار بوهيمي
والتأم الصدع في الجبل
ثم حدث كل شيء؛ واكتملت حلقة الدائرة
وانغلق باب الأساطير مجددا
العاصمة عدن.. انطلاق عروض مسرحية هاملت وسط حضور جماهيري كبير
شبوة زاجل انطلقت في قاعة المجلس التشريعي في العاصمة عدن، السبت، عروض مسرحية (هاملت)، التي …