كتب/ بدر قاسم محمد

يتداول الجميع وضاعة العمل الخيري الذي تقف وراءه السعودية في مناطق الجنوب المحرر, حيث انعكاس السخرية في صور الاحتفاء بتوزيع كرتون تمر سعودي وقطم السكر والرز, تبدو واضحة.

لكن لماذا عندما حاول انتقالي شبوة ممارسة العمل الخيري في شبوة معقل سيطرة جماعة الإخوان, قمعت محاولته الأولى وتم اعتقال عناصر الإنتقالي عند قيامها بتوزيع وجبة إفطار الصائم على أبناء شبوة؟!

في اعتقادي لأن جماعة الإخوان هي الجماعة العتيقة في ممارسة العمل الخيري التي تدرك استخداماته السياسية واثره على المجتمع وعملية تطويعه لخدمة اجنداتها.. وبحسب معنى المثل القائل “انته تراني بعين طبعك وأنا أشوفك بعين طبعي” أي مزاحمة في هذا الجانب تشعر جماعة الإخوان بالخوف والخطر وليس بالغيرة الحسنة حيث من الأجدر بها خوض غمار المنافسة الشريفة والنزول إلى ميدان العمل الخيري ومقارعة الانتقالي. أو على الأقل تعمد إلى تجنيد التها الإعلامية للنيل من خطوة الانتقالي الجنوبي والعمل على اظهارها بنفس المظهر الساخر من العمل الخيري السعودي .. لكن دراية جماعة الإخوان في شبوة ورصيدها وخبرتها السياسية التي راكمتها جوانب عملها في الجمعيات الخيرية منذ نشأتها, اثارت فيها نزعة الرفض المطلق ,لأجندات سياسية تعملها هي من قبل وتعلمها جيدا فتظن ان الانتقالي الجنوبي سيعملها. بمايثبت ان دوافع العمل الخيري والإنساني لدى جماعة اخوان شبوة خصوصا واليمن عموما ليست محرضها الأول. وبمايثبت أيضا ان إتهام الجمعيات الخيرية التابعة لجماعة الإخوان بتمويل الإرهاب والإجندات السياسية المزعزعة للأمن, كان صحيحا وفي محله ولم يكن محض افتراء وتلفيق كما تشيع وسائل إعلام جماعة الإخوان وتثير مظلوميتها من زاوية حقوقية.

مازلت عند رأيي ان جماعة الإخوان هي جماعة سِلالية ضليعة في توزيع السِلال الغذائية والدوائية لأجندات سياسية وعقائدية بحتة ليس للجانب الإنساني بها شأن.

لذا لايمكن ان تسمح بتحول أي طرف سياسي اخر إلى جماعة سِلالية منافسة لها. وفي شبوة حيث تستطيع الجماعة المنع والقمع ستمنع وستقمع حدوث مثل هذا الأمر, بينما في عدن ومناطق سيطرة الإنتقالي الجنوبي ستُفعّل التها الإعلامية للنيل من أي عمل خيري وتحقير دوره وإظهاره بصورة وضيعة تسخر من السكان المحليين الذين تطالهم يد المساعدات والمعونات الإنسانية.

ملاحظة:
اتذكر ان أول قرار اتخذ ابان نظام الرئيس الراحل صالح واثار جدلا كبير هو قرار منع الجمعيات الخيرية التابعة لحزب الإصلاح (جماعة الإخوان) من توزيع وجبات الإفطار في شهر رمضان على العاملين في السلك العسكري والأمني والمرافق الحكومية, ومصادرة هذه الوجبات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

ذكرى يناير المجيدة

شبوة زاجل/ كتب: عبدالقادر العنقري تحل علينا الذكرى 17 للتصالح والتسامح الجنوبي ، ذلك اليوم…