كتب/ صالح مساوى

طالعنا الشيخ صالح بن فريد العولقي مؤخرا بمشروع ومكون جديد تحت شعار شبوة أولا!! يهدف بحسب ادبياته إلى توحيد أبناء شبوة، وتمثيلهم وحمل هموم وقضايا المحافظة بشكل عام، هكذا يقول بن فريد عن هذا المكون الجديد، الذي شكل له لجنة للتواصل ويعتزم إشهاره خلال الأيام المقبلة.

لسنا بصدد التحدث عن مواقف الشيخ، ولا عن مناقبه، أو حتى مثالبه، ولكن الحديث اليوم والذي يتردد في الشارع الشبواني؛ هو: ماذا وراء هذا المكون؟ وما الهدف الحقيقي من تأسيسه؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ وما الجهات التي تقف خلفه؟ وهل المحافظة اليوم بحاجة إلى تأسيس مثل هذه المشاريع؟ وغيرها من الأسئلة التي طُرحت غداة الإعلان عن هذا المكون، وهذه تساؤلات ستجيب عليها الأيام المقبلة، والتي لا شك انها ستكشف الحقائق جلية أمام الجميع.

لكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهني وربما يشاركني فيه الكثيرين من أبناء الجنوب: لماذا غاب بن فريد منذ أكثر من سنتين ولم نسمع له موقف أو كلمة أو مجرد تصريح حول ما يحصل لشبوة من انتهاكات وقمع وحملات ترويع من قبل قوات الإصلاح المتدثرة برداء الشرعية؟ لماذا سكت عن هجمات هذه القوات على قبائل لقموش في الخبر وهدى؟ وعن هجماتها ضد أبناء قبيلته في نصاب؟ فضلا عن جردان، وميفعة، وحبان، وغيرها من مديريات شبوة التي روعتها الآلة العسكرية الاخوانية، لماذا ألتزم السكوت عن حملات الاعتقالات التعسفية التي تعرض لها عشرات المواطنين الأبرياء؟
ويقول المواطنون في شبوة اذا كان بن فريد تهمه شبوة ومصلحتها، وكرامتها، لما غاب عن المشهد كل هذه السنوات !! وخاصة غيابه عن شبوة وهي تصارع آلام وجراح والهموم التي سببها الغزو الشمالي في اغسطس ٢٠١٩م.

بالأمس خرج علينا احمد مساعد بنفس الشعار شبوة أولا وخدع الكثيرين بهذا الشعار واسس دكانه الهيئة الشعبية، التي كان الهدف منها مهاجمة النخبة الشبوانية، والمجلس الانتقالي الجنوبي، والتمهيد لتسليم المحافظة للإخوان وهذا ما حصل فعلا، ومن ثم غادر إلى قصره في سلطنة عمان ولم يعد حتى الآن، واليوم يسير بن فريد على نفس الطريقة والخطى، لإدخال شبوة في منعطف خطير، ضمن مخطط تقف خلفه شخصيات من الشرعية الاخوانية وبعض الأجندات الاقليمية لجعل شبوة تغرد خارج السرب الجنوبي، لارباك المجلس الانتقالي الجنوبي، والنيل من النجاحات الملموسة التي حققها في الفترة الأخيرة، لكن من يعرف شبوة عن قرب ويعرف الروح والعنفوان الثوري الجنوبي، سيتضح له مدى صعوبة تطبيق مثل هذه المشاريع في شبوة.

ومع كثرة المكونات المفرخة، والتيارات التي لن يكتب لها النجاح، نعول بشكل كبير على وعي وادارك الجماهير الشبوانية للتصدي لمثل هذه المشاريع ونحن على يقين تام أن مصير دكان بن فريد سيلقى نفس مصير دكان حمد مساعد، وكما جربنا بن مساعد ودكانه، فقد جربنا بن فريد أبان الاجتياح الحوثي للمحافظة في ٢٠١٥م عندما هب أبناء شبوة للدفاع عن محافظتهم من أولى المعارك في بيحان بينما بن فريد عمل مخيم في مفرق الصعيد، وجلس في إنتظار الحوثي حتى ابتلع معظم مديريات شبوة بما فيها العاصمة عتق، ولسان حاله يردد شعار الإعلامي محمد العرب (نحن هنا أين أنتم) من مخيمه في مفرق الصعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

ذكرى يناير المجيدة

شبوة زاجل/ كتب: عبدالقادر العنقري تحل علينا الذكرى 17 للتصالح والتسامح الجنوبي ، ذلك اليوم…